الله أكبر ؛؛ وقد دنت بشائره ، وارتفعت منائره ، يترقب المسلمون في جميع الأرض هلاله قريبا ، يفزعون فيه إلى الله جل وعلا بما شرع من الطاعات ، وبما حكم من العبادات ، تعرضا لنفحاته واستجابة لأمره وطلبا للغفران وسترا للعيوب .
ينبغي على المسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات و أن يكون من السابقين إليها و من المتنافسين عليها ، قال تعالى : ( و في ذلك فليتنافس المتنافسون ) ، و لقد كان لأصحاب الهمم العالية و الإرادات القومية من السلف الصالح شأن في استغلال مواسم الطاعة و لنا فيهم و في رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلهم قدوة حسنة .
اعلم ان ما من يوم ينشق عليك فجره إلا و ينادي عليك مناد بلسان الحال ويقول لك : يا ابن ادم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فاني لا أعود. فكل يوم يمر عليك يا عبد الله فانه يطوي في سجل أعمالك ذاهبا بما استودعته من أقوالك وأفعالك فان يكن خيرا فخير وان يكن شرا فشر ( فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره ) [سوره الزلزلة :7,8]
ها قد أقبل شهر رمضان ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . ومع إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان , ولكن هناك وقفات صحية ، ووصايا طبية ، لا بد أن نعيرها شيئا من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط والعطاء . ونستعرض في هذا المقال بعضا من تلك الوصايا .
قيام الليل هو دأب الصالحين ، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
ما أشبه الليلة بالبارحة .. هذه الأيام تمر سريعة وكأنها لحظات .. لقد استقبلنا رمضان الماضي .. ثم ودعناه .. وما هي إلا أشهر مرت كساعات .. فإذا بنا نستقبل شهراً آخر .. وكم عرفنا أقواماً .. أدركوا معنا رمضان أعواماً .. وهم اليوم من سكان القبور .. ينتظرون البعث والنشور .. وربما يكون رمضان هذا لبعضنا آخر رمضان يصومه .. إن إدراكنا لرمضان .. نعمة ربانية .. ومنحة إلهية .. فهو بشرى .. تساقطت لها الدمعات .. وانسكبت العبرات ..
عند الحديث عن رمضان، تتوقف قليلاً، وتلتفت يميناً ويساراً، تفكّر من أين تبدأ، ولكن لن يطول بك التفكير؛ فسرعان ما تحلّق بك روحانية هذا الشهر المبارك إلى موطن الذكرى، ذكرى صيام هذا الشهر، شهر الصيام والقيام، وموسم الرحمة والغفران، ومضاعفة الحسنات؛؛؛؛
منالمعلوم المفهوم والمحسوس الملموس أن الشياطين ينقسمون إلى شياطين إنسوشياطين جن، فمن يحمينا من شياطين الإنس الذين ينشط بعضهم في رمضان أكثرمن أي شهر آخر؟!
للهدرُّ البخاري حيث ترجم في كتاب (الصوم) باب (أجودُ ما كان النبيُّ - صلىالله عليه وسلم - يكون في رمضان). فقد أورد فيه حديث ابن عباس - رضي اللهعنهما -: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجود مايكون في رمضان حين يدارسُهُ جبريل القرآن؛؛؛؛
عنأبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " خير يوم طلعت فيهالشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها وفيه ساعةلا يوافقها عبد مسلم يصلي فيسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه." صحيح الترمذي " 407